أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

طائر الرهو (الكركي) : الجمال العابر وصوت الهجرة

طائر الرهو (الكركي السنجابي): رحلة العبور الكبرى عبر سماء المملكة

المقدمة

طائر الرهو يحلق

في فضاء المملكة العربية السعودية الشاسع، تُشكِّل الأراضي والمحميات جسر عبور لا غنى عنه ضمن أهم مسارات الهجرة العالمية للطيور. وبين هذه الأسراب القادمة من أقصى الشمال، يبرز طائر الرهو، الذي يُعرف أيضاً باسم الكركي السنجابي (Demoiselle Crane)، كأحد أبرز الزوار العابرين، حاملاً معه قصص الرحلة الشاقة والكفاءة المذهلة.

ملك التحليق وقامة الأناقة

طائر الرهو واقفاً

طائر الرهو هو عضو في فصيلة الكركيات، ويتميز بشكله المَهيب على الأرض وفي الجو. إنه طائر كبير الحجم نسبياً، ذو عنق طويل وأرجل مرتفعة، ويُعرف بلونه الرمادي الذي يكتسب تباينات سوداء وبيضاء لافتة. السمة الأكثر دقة في تمييزه هي خصلات الريش الأبيض الطويلة والمنحنية التي تنسدل من خلف عينيه نحو العنق، مما يمنحه مظهراً أشبه بالتاج أو الوشاح الأنيق.

هذا الطائر، الذي يُعرف أيضاً باسم "أدبج نميدة"، هو صياد رشيق وغذاؤه متنوع؛ حيث يقتات على المواد النباتية، مثل الحبوب والبذور، إضافة إلى الحشرات، مما يجعله عنصراً فعالاً في النظام البيئي للمناطق التي يتوقف فيها.

السعودية: محطة راحة على مسار الهجرة

سرب من طيور الرهو

تُعد المملكة العربية السعودية نقطة توقف حيوية للرهو، وليس مستقراً شتوياً دائماً لمعظم الأسراب. يصنَّف الرهو ضمن فئة "الطيور المهاجرة العابرة" التي تتوقف على السواحل والسهول الداخلية بحثاً عن الراحة والتزود بالغذاء لاستكمال رحلتها.

**مسار العبور:** يأتي الرهو في رحلاته السنوية من مناطق تكاثره في شمال آسيا وأوروبا، متجهاً جنوباً نحو مستقراته الشتوية في إفريقيا. تتزامن هذه الرحلات مع فصلي الربيع والخريف في المملكة.

**مناطق التواجد:** لوحظ مرور أسراب كبيرة من الرهو بانتظام سنويًا في مناطق محددة، مثل سواحل البحر الأحمر، وسُجّل تواجده بشكل خاص في محيط محافظة جدة إلى شرق طريق الحرمين، وكذلك في بعض المحميات الشمالية. تشير الأرقام إلى أن أسراب الرهو العابرة قد تصل إلى مئات الطيور في الدفعة الواحدة.

**الرحلة والتكوين:** عند الطيران، يشكّل الرهو مع أسرابه عادةً حرف "V" الشهير أو صفوفاً مائلة، مما يقلل من مقاومة الهواء ويوفر الطاقة اللازمة للرحلات الطويلة. صوته المثير والقوي أثناء التحليق غالباً ما يكون أول ما يلفت الانتباه إلى هذه الأسراب العابرة.

الأهمية البيئية وتحديات البقاء

طيور الرهو تبحث عن الغذاء

يُمثل طائر الرهو قيمة بيئية وغذائية في المناطق التي يمر بها، حيث يساهم في توزيع البذور والحد من انتشار الحشرات. كما أن عبوره السنوي يُضفي على سماء المملكة مشاهد بديعة تُثري التنوع البيولوجي.

على الرغم من أن طائر الرهو نفسه مصنَّف عالمياً كـ"نوع غير مهدد بالانقراض"، إلا أن رحلته عبر مسارات الهجرة لا تخلو من التحديات. يواجه الرهو، كغيره من الطيور المهاجرة، خطر الصيد الجائر في بعض مناطق العبور، بالإضافة إلى تأثيرات التنمية الحضرية والبنية التحتية التي قد تعترض مساراته وتُقلص من مساحات الأراضي الرطبة والمناطق الزراعية التي يعتمد عليها للتزود بالغذاء.

تولي المملكة، ممثلة بالمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، اهتماماً متزايداً لحماية هذه الطيور ومساراتها، إدراكاً لأهمية الحفاظ على هذا التوازن الطبيعي الذي يجعل من أجوائها محطة رئيسية لحركة الحياة البرية بين القارات.

شاهد أيضاً: فيديو وثائقي عن الطيور المهاجرة الى الاراضي الرطبة

تعليقات